سورة البقرة - تفسير أيسر التفاسير

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (البقرة)


        


{وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (109)}
{أَهْلِ الكتاب} {بَعْدِ إِيمَانِكُمْ}
(109)- يُحَذِّرُ الله تَعَالَى عِبَادَهُ المُؤْمِنينَ مِنْ أَنَّ أَهْلَ الكِتَابِ، وَهُمُ الْيَهُودُ هُنا، يَكْرَهُونَ المُسْلِمِينَ، وَيُبْطِنُونَ لَهُم العَدَاوَةَ، وَهُمْ يَعْمَلُونَ جَاهِدِينَ عَلَى رَدِّ المُسْلِمِينَ عَنْ دِينِهِمْ، وَعَلَى إِعَادَتِهِمْ إِلَى الكُفْرِ، وَذلِكَ بِسَبَبِ حَسَدِهِمْ لِلْمُسْلِمِينَ، وَخَوْفِهِمْ مِنْ أَنْ يَنْتَقِلَ السُّلطَانُ إِلَى المُسْلِمِينَ، بَعْدَ أَنْ تَأَكَّدُوا مِنْ أَنَّ الرَّسُولَ صَادِقٌ فِي رِسَالَتِهِ، وَأَنَّ مَا أُنزِلَ إِليهِ هُوَ الحَقُّ مِنْ عِنْدِ اللهِ. ثُمَّ يَأْمُرُ اللهُ المُؤْمِنِينَ بِأنْ يُعْفُوا عَنْ هؤلاءِ الكُفَّارِ الحُسَّادِ، وَبِأَنْ يَصْفَحُوا عَنْهُمْ، وَبِأَنْ يَحْتَمِلُوا أَذَاهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ بالنَّصْرِ أَوِ الفَتْحِ، وَاللهُ قَادِرٌ عَلَى كُلِّ شَيءٍ.
هذا المَقْطَعُ مِنَ الآيةِ: {فاعفوا واصفحوا حتى يَأْتِيَ الله بِأَمْرِهِ} مَنْسُوخٌ بآيَةِ السَّيْفِ، {فاقتلوا المشركين حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ} وَبِقَوْلِهِ تَعَالَى {قَاتِلُواْ الذين لا يُؤْمِنُونَ بالله وَلا باليوم الآخر وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ الله وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الحق مِنَ الذين أُوتُواْ الكتاب حتى يُعْطُواْ الجزية عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ.}


{وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (110)}
{الصلاة} {وَآتُواْ} {الزكاة}
(110)- يَحُثُّ اللهُ تَعَالَى المُؤْمِنِينَ عَلَى الاشْتِغَالِ بِمَا يَنْفَعُهُمْ فِي الدُّنْيا، وَيُسَاعِدُهُمْ عَلَى تَحْقِيقِ النَّصْرِ الذِي وَعَدَهُمْ بِهِ، وَبِمَا يَنْفَعُهُمْ فِي الآخِرَةِ، وَيُوصِلَهُمْ إِلَى الفوْزِ بِجَنَّةِ اللهِ وَرِضْوَانِهِ، مِثلِ إِقَامَةِ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ حَتَّى تَطْمَئِنَّ نُفُوسِهِمْ إِلَى رِضَا اللهِ وَرِضْوَانِهِ، وَإِلَى حُسْنِ العَاقِبَةِ فِي الآخِرَةِ، فََتَكُونَ أَثْبَتَ عَلَى تَحَمُّلِ الصِّعَابِ وَالشَّدَائِدِ. وَيُعْلِمُ اللهُ المُؤْمِنِينَ أَنَّ كُلَّ مَا يُقَدِّمُونَهُ لأَنْفُسِهِمْ مِنْ عَمَلٍ صَالِحٍ وَخَيْرٍ يَجِدُونَ ثَوَابَهُ عِنْدَ اللهِ مَحْفُوظاً لِيَومِ الحِسَابِ، لا يَضِيعُ عَلَيهِمْ مِنْهُ شَيءٌ، لأَنَّ اللهَ عَلَى عِلْمٍ وَبَصِيرَةٍ بِمَا يَعْمَلُونَ مِنْ خُيْرٍ وَشَرٍّ، وَأَنَّهُ سَيُجَازِيهِمْ عَلَى جَمِيعِ أَعْمَالِهِمْ.


{وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (111)}
{نصارى} {بُرْهَانَكُمْ} {صَادِقِينَ}
(111)- ادَّعَى اليَهُودُ، وَادَّعَتِ النَّصَارَى أَنَّهُ لَنْ يَدْخُلَ الجَنَّةَ إَلا مَنْ كَانَ عَلَى مِلَتِهِمْ هُمْ. فَرَدَّ اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِمْ قَائِلاً: تِلْكَ أَشْيَاءُ يَتَمَنَّوْنَهَا عَلَى اللهِ بِغَيرِ وَجْهِ حَقٍّ، وَلَيْسَ لَهُمْ دَلِيلٌ وَلا حُجَّةٌ عَلَى مَا يَقُولُونَ. فَإِنْ كَانَ لِدَعْوَاهُمْ هذِهِ أَسَاسٌ فَلْيأتُوا بِبُرْهَانٍ عَلَيها. وَبِمَا أَنَّهُمْ لا يَسْتَطِيعُونَ إِقَامَةَ الدَّلِيلِ عَلَى دَعْوَاهُمْ هَذِهِ فَهُمْ إِذاً كَاذِبُونَ مُتَخَرِّصُونَ.
الأَمَانِيُّ- مَا يَتَمَنَّاهُ المَرْءُ وَلا يُدْرِكُهُ أَوْ هِيَ مَا لا حُجَّةَ عَلَيهِ.

33 | 34 | 35 | 36 | 37 | 38 | 39 | 40